وقوله:(من كان له على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دين أو كانت له قبله عدة فليأتنا)، وهذا كان قول أبي بكر -رضي اللَّه عنه- فيما ترك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من مال: إنه ليس له ميراث، وأنا خليفته أنفق حيث كان ينفقها من عياله، وفي دينه ووعده -صلى اللَّه عليه وسلم-، وسائر أمور المسلمين التي كان ينفق فيها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومن جملتها الفدك وأموال بني النضير وغيرهما.
وقوله:(هكذا وهكذا وهكذا) أشار إلى الحثيات الثلاثة من يديه.
وقوله:(فحثا لي) يعني أبو بكر (حثية) أي: ملأ كفه من الدراهم، والحثي كالرمي: ما رفعت به يدك، ومنه حثا التراب عليه يحثوه ويحثيه حثوًا وحثيًا، ومنه:(احثوا التراب في وجوه المداحين)، وقد يجيء بمعنى إعطاء شيء قليل، ولما كان وعده النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يعطيه ثلاث حثيات حثا أبو بكر -رضي اللَّه عنه- حثية واحدة وعدّها؛ فإذا هي خمس مئة، قال: خذ مثليها، يعني ألفًا، فيكون ثلاث حثيات.
الفصل الثاني
٤٨٧٩ - [٢](أبو جحيفة) قوله: (وعن أبي جحيفة) بتقديم الجيم المضمومة على الحاء المهملة المفتوحة، كان من صغار الصحابة، وتوفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبو جحيفة لم يبلغ الحلم.