وتَوَهَّمَ: ظن، والمراد ههنا الوسوسة، (فيكثر) بالمثلثة معلومًا ومجهولًا، أو بالموحدة معلومًا، وهو الأصح رواية ودراية، (فقال له) أي: قال القاسم بن محمد للسائل: إن علاج دفع وسوسة الشيطان أن تمضي في صلاتك ولا تصغي إلى قول الشيطان ووسوسته، فإنه لا يذهب ذلك الوهم عنك حتى تمضي في صلاتك وتنصرف عن الصلاة وأنت تقول للشيطان إرغامًا له: نعم ما أتممت صلاتي كما تقول، ولكن لا أتمها ولا أعيدها بقولك، اذهب فإن ربي كريم يقبل مني بكرمه، وهذا هو الأصل في دفع الوسواس كما مر في الفصل الأول في أحاديث أبي هريرة.
هذا ما ذكروه في توجيه الحديث، وهو صحيح، غير أن قوله:(ما أتممت صلاتي) لا يظهر منه ما ذكروه من قولهم: (نعم ما أتمصت صلاتي. . . إلخ)، والذي يتبادر إلى الفهم أن المقصود أنك لو أصغيت إلى ذلك يبقى فيك الوسواس حتى تنصرف، وأنك تشكّ في صلاتك فتعيدها، وهكذا فتبقى مبتلًى بالوسوسة، ولكن يظهر المعنى الذي ذكروه بالتأمل في سياق الحديث من قوله:(امض في صلاتك)، وقوله:(لن يذهب ذلك عنك) فتأمل، واللَّه أعلم.
[٣ - باب الإيمان بالقدر]
في (القاموس)(١): القدر محركة: القضاء والحكم ومبلغ الشيء، والقدرية: