للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

جاحدوا القدر. وفي (النهاية) (١): القدر محركة: ما قضاه اللَّه تعالى وحكم به من الأمور، وقد تُسَكّن داله، ومنه ليلة القدر وهي ليلة تقدر فيها الأرزاق وتقضى. وفي (الصراح) (٢): قدر بسكون وحركت: انذازه كرده خداي بربنده أز حكم، وقال الطيبي (٣): القدر بالفتح والسكون: ما يقدره اللَّه من القضاء، وبالفتح اسم لما صدر [مقدورًا] عن فعل القادر، كالهدم لما صدر عن فعل الهادم.

وقال النووي (٤): قدر بالتخفيف والتشديد بمعنى قضاه، وعليه يحمل قوله تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: ٨٧] بالتخفيف، ويروى حديث: (لئن قدر اللَّه علي ليعذبني) بالتخفيف والتشديد بمعنى قدر وقضى.

وبهذا ظهر أن القضاء والقدر في اللغة بمعنى واحد، وقد يفرق بينهما بأن القضاء هو الحكم الأزلي، والقدر وقوعه فيما لا يزال موافقًا لما سبق من القضاء، وإلى كليهما وقعت الإشارة بقوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: ٣٩]، فالمحو والإثبات إشارة إلى القدر، و (عنده أم الكتاب) إشارة إلى القضاء، وقد يجيء بيانهما على العكس، ويتم في شرح حديث عمران بن حصين (٥) في أثناء الفصل الأول.

والمراد بالإيمان بالقدر (٦) أن يؤمن بالقدر خيره وشره، وأن اللَّه تعالى قدر وقضى


(١) "النهاية" (٤/ ٢٢).
(٢) "الصراح" (ص: ٢٠٧).
(٣) "شرح الطيبي" (١/ ٢١٥).
(٤) "شرح صحيح مسلم" (١٧/ ٧١).
(٥) انظر: الحديث (٨٧).
(٦) قال القاري: وَالْقَدَرُ: سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ تَعَالَى لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهَا مَلَكًا مُقَرَّبًا، وَلَا نَبِيًّا مُرْسَلًا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>