للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبِ الإِيمَانِ". [شعب: ٤٤١٦].

* * *

٦ - باب رؤية اللَّه تعالى

ــ

٦ - باب رؤية اللَّه تعالى

اعلم أن رؤية الحق تعالى جائزة عقلًا عند أهل الحق، وهم أهل السنة والجماعة، والجسمية والجهة والمقابلة والقرب والبعد ليس بشرط عندهم في الرؤية، وليس علة الرؤية عندهم إلا الوجود، فكل ما هو موجود فهو ممكن الرؤية عندهم جسمانيًّا كان أو غيره، في جهة كان أو لا، ومدخلية الأمور المذكورة فيها إنما هو بجريان العادة، ولو خلق اللَّه تعالى الرؤية بدونها لجاز، وهو تعالى قادر أن يضع قوة البصيرة التي في القلب في العين، فكما نعلم في الدنيا بالبصيرة نراه في الآخرة بالبصر إنه على كل شيء قدير.

وأجمعوا على وقوعه في الاخرة للمؤمنين، والدلائل من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة ومن بعدهم قبل حدوث أهل البدع والأهواء متظاهرة على ذلك، فيجب القول به، ثم رؤيته تعالى في الدنيا أيضًا جائزة على القول المختار، ولكنه غير واقع بالاتفاق إلا لسيد المرسلين -صلى اللَّه عليه وسلم- مع اختلافٍ فيه على ما سنبين في شرح الأحاديث، ولم ينقل ذلك أحد من السلف والأولياء.

وقال الشيخ أبو بكر الكلاباذي في (كتاب التعرف) (١): لا نعلم أحدًا من المشايخ ادعاها، ولا ورد ذلك في الحكايات عن أحد منهم إلا شرذمة قليلة لم يعرفوا بأعيانهم،


(١) انظر: "التعرف لمذهب أهل التصوف" (ص: ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>