والمشايخ أطبقوا على تضليل مدعيها وتكذيبه، وصنفوا في ذلك كتبًا ورسائل وقالوا: إن من ادعى ذلك لم يعرف اللَّه، وأقره الشيخ علاء الدين القونوي في شرحه على ذلك، وقال في (تفسير الكواشي): إن معتقد رؤية اللَّه تعالى هنا بالعين لغير محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- غير مسلم.
وقال الأردبيلي في (كتاب الأنوار): ولو قال: أنا أرى اللَّه تعالى عيانًا في الدنيا ويكلمني شفاهًا كَفَرَ، وقالوا: تخصيص المؤمنين برؤية اللَّه تعالى إنما هو في ما كان في الجنة، وأما في الموقف فيراه المؤمنون والكافرون، ثم يحجب الكافرون لتبقى لهم حسرة على القول المختار، والصحيح حصول الرؤية للنساء أخذًا من عمومات النصوص الواردة في الرؤية، وقيل: ليس لهن رؤية، وقيل: إنهن يرين في مثل أيام الأعياد والجمع في الدنيا.
وفي (آكام المرجان)(١) نقلًا عن قواعد الشيخ عز الدين عبد السلام ما يقتضي: أن الرؤية خاصة بمؤمني البشر، وأن الملائكة والجن لا يرونه تعالى، ونحوه ذكر عز ابن جماعة، والمنقول عن الشيخ الأشعري أن الملائكة يرونه، وتابعه على ذلك البيهقي وابن القيم والبلقيني، قال السيوطي: وهو الأرجح بلا شك، ومقتضى كلام ابن القيم الميل إلى حصول الرؤية لمؤمني الجن أيضًا، وهو الأصوب بعموم النصوص لجميع المؤمنين، ورؤية اللَّه تعالى في المنام أيضًا جائزة، ونقل عن بعض السلف، وفي الحقيقة هو رؤية قلبية بالمثال.