أمة)، انتهى، وفي بعض النسخ:(فإن أول هذه الأمة) بدون لفظ (هلاك).
[٣ - باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال]
ذكر في هذا الباب من العلامات الكبرى للقيامة كما ذكر في الباب السابق علاماتها الصغرى، لكن كان الظاهر أن يذكر خروج المهدي في هذا الباب؛ فإنه مع عيسى والدجال كما أشرنا، ولعله ذكره في ذلك الباب تقريبًا واستطرادًا لذكر الفتن والملاحم التي تقع قبل خروجه وترتفع بعده، ثم إنه قد اختلفت الأخبار في ترتيب الآيات العشر التي ذكرها هنا، والكلام بتطبيق الأحاديث المختلفة الواردة فيه كثير، وأعظمها وأشدها الدجال، ولذا ذكر فيه أحاديث أكثر مما ذكر في غيره.
والدجال مشتق من الدجل، وأصله الخلط، ويجيء بمعنى الخداع والتلبيس، دجل الحق بالباطل: إذا خلطه ولبّس وموّه، ويجيء بمعنى الكذب.
وفي (القاموس)(١): دجل البعير: طلاه بالقطران، أو عمّ جسمه بالهناء، ومنه الدجال المسيح؛ لأنه يعم الأرض، أو من دجل: كذب، وأحرق، وجامع، وقطع نواحي الأرض سيرًا، أو من دجّل تدجيلا: غطَّى وطلى بالذهب لتمويهه بالباطل، أو من الدُّجال: للذهب أو مائه؛ لأن الكنوز تتبعه، أو من الدَّجَّال: لفِرِنْدِ السيفِ، أو من الدَّجَّالة: للرفقة العظيمة، أو من الدَّجَال كسحاب: للسرجين؛ لأنه ينجس وجه الأرض، أو من دُجَّلِ الناس: للُقَّاطِهم؛ لأنهم يتبعونه.
والمسيح اسم مشترك بينه وبين عيسى عليه السلام، والأكثر أن يقيد اسمه بالدجال