للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتَكُونَ لَهُمْ رَكْعَةٌ وَلِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَكْعَتَانِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ. [ت: ٣٠٣٥، ن: ١٥٤٤].

* * *

[٤٧ - باب صلاة العيدين]

ــ

وقال صاحب (الكشاف) (١): جعل الحذر وهو التحرز والتيقظ آلة يستعملها الغازي، فلذلك جمع بينه وبين الأسلحة في الأخذ دلالة على التيقظ التام والحذر الكامل ومن ثم قدمه على الأسلحة.

وقوله: (فتكون لهم) أي: لكل من الحارسين إذا تناوبوا الحراسة ركعة مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ركعتان تامتان، فالمراد بقوله: (فتكون لهم ركعة) كونها مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والركعة الأخرى التي يقضونها لا تكون معه، ويحتمل أن يكون المراد ما ذكرنا من (جامع الأصول) (٢) في الحديث السابق لجابر من اكتفائهم بركعة من غير قضاء الأخرى، وكون ذلك من خصائص صلاة الخوف، واللَّه أعلم.

[٤٧ - باب صلاة العيدين]

قيل: سمي العيد عيدًا؛ لأنه يعود ويتكرر لأوقاته، وهذا الوجه عام يصدق على المواسم الأخر أيضًا، فزاد بعضهم قيدًا آخر، وقال: يعود بالفرح والسرور، والفرح والسرور في عيد الفطر لشكر نعمة تمام الصيام، وفي الأضحى تمام نعمة الحج بالوقوف بعرفات الذي هو عمدة أركانه، والجمعة التي هي عيد كل أسبوع شكر لنعمة صلوات الأسبوع، فوضعوا الشكر لكل طاعة عيدًا من جنسها حتى يكون سببًا لمزيدها بحكم


(١) "الكشاف" (١/ ٥٦٠).
(٢) "جامع الأصول" (٥/ ٧٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>