للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٩ - باب الرفق والحياء وحسن الخلق]

ــ

العلم؟ فافهم.

وظهر لك مما ذكرنا أن النصفية محمولة على حقيقتها، ويحتمل أن يكون المراد المبالغة في مدخلية رعاية الاقتصاد في المعيشة، والتودد في استعمال العقل فيها، وحسن السؤال في تحصيل العلم، كأنه قيل: الأشياء والأسباب الكثيرة لها مدخل في المعيشة، والتودد في استعمال العقل فيها وحسن السؤال في تحصيل العلم، لكن هذه الأشياء المذكورة على طرف، والأشياء الأخر مع كثرتها على طرف، وهذا نصف، وتلك بأجمعها نصف، واللَّه أعلم.

[١٩ - باب الرفق والحياء وحسن الخلق]

في (القاموس) (١): الرفق بالكسر: ما استعين به، واللطف، رَفَقَ به، وعليه، مثلثة، رفقًا ومَرْفَقًا، كمجلس ومقعد ومنبر، وفي (الصراح) (٢): رفق بكسر: نرمي ونرمي كردن، ضد العنف، من نصر، صلته بالباء، وارفاق نرمي كردن وسود داشتن كسى راء، والحياء بالمد: شرم داشتن، وحقيقتها تغير وانكسار يعتري الإنسان من تخوف ما يعاب ويذم، والحياء المحمود انقباض النفس عن القبائح الشرعية وتركها لذلك، وبعبارة أخرى: خلق يمنع من التقصير في حق ذي الحق، وقال السادة الصوفية: الحياء متولدة من رؤية الآلاء ورؤية التقصير، وحسن الخلق قد مرّ تفسيره آنفًا.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٨١٧).
(٢) "الصراح" (ص: ٣٧٦، ٥٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>