للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالتَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَحُسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ". رَوَى الْبَيْهَقِيُّ الأَحَادِيثَ الأَرْبَعَةَ فِي "شُعَبِ الإِيمَانِ". [شعب: ٤٣١٣، ٤٣١٦، ٤٣٢٥، ٦١٤٨].

* * *

ــ

بالمصالح، فيكون الاقتصاد نصف معيشة، وقال الطيبي (١): لأن كلًّا من طرفي التبذير والتقتير ينغص كل العيش، فالتوسط نصف العيش، وهذا الكلام لا يخلو عن خفاء، فافهم.

وقوله: (والتودد إلى الناس نصف العقل) لأن تمام عقل المعاش باكتساب الأموال والأسباب والتمدن ببني النوع، وإظهار المودة بالناس، والركون إليهم هو التمدن، فيكون نصفه، وهذا إذا لم يخل بالدين والتقوى، وإلا فالمداراة.

وقوله: (وحسن السؤال نصف العلم) قال الطيبي (٢): فإن السائل الفطن يسأل عما يهمه وما هو بشأنه أعنى، وهذا يحتاج إلى فضل تمييز بين مسؤول ومسؤول؛ فإذا ظفر بمبتغاه فإنه كمل علمه، انتهى.

وأقول: إن العلم سؤال وجواب، وحسن السؤال عبارة عن تنقيح المسؤول وتحقيقه بجميع الشقوق والاحتمالات، حتى يأتي الجواب وافيًا شافيًا، ولا يفوت شيء من المطلوب، وهذا موقوف على مزيد تمييز، فالسؤال على هذا الوجه يكون من قبيل العلم؛ فلا يتوجه أن السؤال ينشأ من جهل وتردد دون علم، فكيف يكون نصف


(١) "شرح الطيبي" (٩/ ٢٣٠).
(٢) "شرح الطيبي" (٩/ ٢٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>