للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلْقِ".

٥٠٦٧ - [١٥] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الِاقْتِصَادُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ الْمَعِيشَةِ،

ــ

الوصول، ولهذا المقال تفصيل وتحقيق مذكور في موضعه، وقد بينه سيدي الشيخ علي المتقي في رسالته المسماة بـ "تبيين الطرق".

وإذا عرفت ذلك فقد حصل لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ولا ورع كالكف" معنى صحيح جيد، وحاصله: أن الأهم في الورع هو الكف والاجتناب عن المحارم والمكروهات، كما ذكرنا.

وقوله: (ولا حسب كحسن الخلق) الحسب: ما يعده الرجل من مآثره ومآثر آبائه، فالمراد أن الحسب الكامل المعتد به عند اللَّه تعالى هو الأخلاق الحميدة، وما سواه من المفاخر الدنياوية لا يعتد به، ويحتمل أن يراد أن الأخلاق الباطنة هي الأصل والعمدة، والأعمال الظاهرة وإن كانت أيضًا من الكمال وأحد شطريه لكنها فرع وتبع للأخلاق، وقد ورد في الحديث: (ليس شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق)، ولو أريد بالخلق ما يتعارفه الناس من لين الجانب، وبشاشة الوجه، والتلطف، والرحمة، كان المقصد المبالغة والتأكيد في رعاية هذا الوصف، ويكون تأويله كالتأويل الذي ذكره الشارح في قوله: (لا ورع كالكف) بإرادة كف اللسان، أو كف الأذى، وعلى تقدير إرادة مطلق الأخلاق الباطنة يكون معناه كما ذكرنا في ذلك القول من إرادة الاجتناب عن المحارم والمكروهات، فافهم.

٥٠٦٧ - [١٥] (ابن عمر) قوله: (الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة) لأنه لا بد في التعيش من دخل وخرج، وبناء الخرج على الاقتصاد؛ لأن في التبذير والتقتير إخلالًا

<<  <  ج: ص:  >  >>