للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

٤٩٤٧ - [١] عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٧٣٧٦، م: ٢٣١٩].

٤٩٤٨ - [٢] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: . . . . .

ــ

الرحمى، انتهى.

والرحمة في الإنسان: رقة وانعطاف يحصل في قلبه، وهو محال على اللَّه تعالى، فالمراد به في حقه تعالى الرضا والإحسان، وكذلك سائر الصفات التي من قبيل الانفعال كالغضب ونحوه تطلق عليه تعالى باعتبار الآثار دون المبادئ، كما حقق في موضعه، وقد يشتق منه الرحموت كالرهبوت من الرهب، والجبروت من الجبر، والرحمن والرحيم مشتقان من الرحمة كندمان ونديم، وهما بمعنى، ويجوز تكرير الاسمين إذا اختلف اشتقاقهما على طريق التوكيد، كما يقال: فلان جاد مجد، والرحمن مختص به تعالى، ولذا قال: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: ١١٠] أعاده بالاسم ذكرًا للاسمين الذين لا يشرك فيهما غيره، كذا في (الصحاح) (١).

الفصل الأول

٤٩٤٧ - [١] (جرير بن عبد اللَّه) قوله: (لا يرحم اللَّه من لا يرحم الناس) أي: رحمة خاصة مخصوصة بالراحمين الفائزين السابقين.

٤٩٤٨ - [٢] (عائشة) قوله: (أتقبلون الصبيان؟ ) من التقبيل (فما نقبلهم) الهمزة للإنكار، وليس المراد حقيقة الاستفهام؛ لأن الظاهر من سياق الكلام أنه رأى أنهم


(١) انظر: "مختار الصحاح" (١/ ١١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>