على يساره -صلى اللَّه عليه وسلم- أحد، وإلا لم يضعه هناك لورود النهي عن ذلك في الحديث الآتي؛ لأنه إن كانت صلاة النفل فلا بُعد في ذلك، وإن كانت صلاة الفرض فهو الإمام قائم أمامهم، فافهم.
وقوله:(فأخبرني أن فيهما قذرًا) القذر بفتحتين: ما يكرهه الطبع، وكأنه لم يكن نجاسة تمنع صحة الصلاة، فإخبار جبرئيل عليه السلام بذلك ونزعه -صلى اللَّه عليه وسلم- إياهما لكمال التنظيف والاحتياط اللائق بحاله -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلا يرد أنه كيف لم يستأنف الصلاة مع استصحاب النجاسة، ومع حمله على النجاسة المانعة للصلاة، يقال: إن المستصحب للنجاسة إذا جهل صحت صلاته، وهو قول قديم للشافعي -رحمه اللَّه-، كما قال الطيبي (١)، واللَّه أعلم.
وقوله:(رأيناك ألقيت. . . إلخ)، ظاهره يدل على أن فعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- متبع، لكن قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إن جبرئيل أتاني فأخبرني) صريح في أنه ليس بحجة حتى يتبين أنه ليس من خصائصه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتمامه في أصول الفقه.
وقوله:(فليمسحه) هذا في اليابس منه، أو فيما يعفى عنه كطين الشارع ونحوه، وقد مر في (كتاب الطهارة).