ومعنى قوله:(والشر ليس إليك) أن الشر لا ينسب ولا يضاف إليك، فلا يقال: يا خالق الشر، وإن كان خالقه، كما لا يقال: يا خالق الخنزير، وإن كان خالقه تأدبًا، وحقيقته أن الكل يخلق اللَّه، وله في خلق كل شيء حكمة، فهو خير بالنظر إلى تلك الحكمة، فلا شر في الخلق، وإنما الشر في المخلوق، وقيل: معناه: والشر لا يتقرب به إليك، وقيل: لا يصعد إليك، وإنما يصعد الكلم الطيب.
وقوله:(أنا بك وإليك) أي: أنا أثق بك وألتجئ إليك، أو أنا بك أستجير وأحيى وأموت، وإليك المرجع والمصير، أو أنا قائم بك وراغب إليك، وكان الشيخ -رحمة اللَّه عليه- يقول: هذه حروف الجر يصح تقدير كل ما يلائمها ويتعدى بها.
وقوله:(لك ركعت) أي: ذللت وانحنيت.
وقوله:(ملء) الرواية المشهورة النصب، صفة مصدر محذوف، وقد يرفع صفة الحمد.
وقوله:(ملء ما شئت) أي: من الممكنات المعدومة أردت وجوده.
قوله:(بعد) أي: بعد المذكور من السماوات والأرض وما بينهما، ويحتمل أن يكون المراد من بعد قولي ووقتي هذا.