للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨١٩ - [٨] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وَلَمْ يَسْكُتْ هَكَذَا فِي صَحِيح مُسْلِمٍ. وَذَكَرَهُ الْحُمَيْدِيُّ فِي "أَفْرَادِهِ"، وَكَذَا صَاحِبُ "الْجَامِعِ" عَنْ مُسْلِمٍ وَحْدَهُ. [م: ٥٩٩].

ــ

والثانية: [بعد] فراغه من الفاتحة سكتة لطيفة جدًا بين آخر الفاتحة وبين آمين؛ ليعلم أن آمين ليست من الفاتحة، والثالثة: بعد آمين سكتة طويلة بحيث يقرأ المأموم الفاتحة، والرابعة: بعد الفراغ من السورة يفصل بها بين القراءة وتكبيرة الهوي إلى الركوع، وقد فصلنا القول في السكتات في (شرح سفر السعادة) (١).

٨١٩ - [٨] (أبو هريرة) قوله: (استفتح القراءة بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}) ظاهره أنه لم يأت بالبسملة، وأوله الشافعية بأن المراد به هذه السورة مع البسملة، كما يقال: قرأت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١]، والمراد به السورة بتمامها، وهذا التأويل غير بعيد، وللحديث تأويل آخر، وهو أنه لم يجهر بالبسملة، وسيجيء الكلام فيه.

وقوله: (ولم يسكت) من الإسكات أو السكوت، يعني لم يسكت إسكاتة قرأ فيها شيئًا من الذكر بعد التكبير، كما في افتتاح الصلاة.

وقوله: (هكذا في صحيح مسلم) اعتراض على صاحب (المصابيح) في إيراده في الحسان، وفي (الأزهار): قال في (جامع الأصول) (٢): أخرجه مسلم، ولم أظفر به فيه، واللَّه أعلم.


(١) "شرح سفر السعادة" (ص: ٥٤).
(٢) "جامع الأصول" (٥/ ٣٢٦، رقم: ٣٤٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>