للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: "أَوَغَيْرَ ذَلِكَ؟ ". قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ،

ــ

بما شاء (١)، فإنه بحر فضل وكرم وكمال لا ساحل له:

هو البحر لكن سلسبيلُ وإن ترد ... ترد سلسبيلًا أنه لم يزل برًا

وأنه ينبغي للطالب الصادق أن لا يسأل إلا عن النعم الأخروية الباقية، لا عن الحظوظ الدنيوية الفانية، خصوصًا أتم النعم وأفضل الكمالات، وهو مرافقة سيد الكائنات ومحبوب العاشقين، ويجدّ في ذلك ولا يلتفت إلى سواه، ولكن يسلك طريقه، ويعمل ما يستحق به ذلك الشرف الباذخ، ولا يكتفي بالتمني المحض، ويتوسل ويتقرب إليه بأفضل القربات وأتم العبادات، وهو الصلاة الجامعة لكل عبادة قلبية وقالبية، كحقيقته -صلى اللَّه عليه وسلم- الجامعة لجميع المراتب والكمالات.

يا سيدي يا رسول اللَّه خذ بيدي ... فالخير عندك مأمول ومبذول

يا غوث كل صريخ عزّ ناصره ... غوثًا فلا يكن في ذي الغوث تمهيل

يا وصلتي يا شفيعي عطفة فعسى ... يكون بها لما أبغيه تعجيل

قل لي وصلت وأوصلت المراد وما ... ترم من كل خير فهو مفعول

عسى بيمينك أعطى ما أؤمله ... من خير وأرى أن الخير مسؤول

وأعظم ما أسأل ربي مرافقتك ... في جنة الفردوس هذا هو المأمول

وقوله: (أوغير ذلك) يروى بسكون الواو وبفتحها، وعلى التقديرين فـ (غير) إما


(١) كَجَعْلِهِ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ بِشَهَادَتَيْنِ، وَذَكَرَ ابْنُ سَبْعٍ فِي "خَصَائِصِهِ": أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَقْطَعَهُ أَرْضَ الْجَنَّةِ يُعْطِي مِنْهَا مَا شَاءَ لِمَنْ يَشَاءُ، انظر: "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٧٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>