للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ: حَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَثْبَتُ مِنْ هَذَا، وَقِيلَ: هَذَا مَنْسُوخٌ.

ــ

أن يؤخذ بالأقوى منهما، وفي شرح الشيخ نقلًا عن النووي (١) أنه قال: لم يظهر لي ترجيح أحد المذهبين من حيث السنة، انتهى.

وجاء في (صحيح ابن خزيمة): كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا سجد بدأ بركبتيه، وجاء في رواية سعد بن أبي وقاص -رضي اللَّه عنه- كما رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في (السنن)، وفي بعض الشروح: في رواية أبي سعيد: كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأمرنا بالركبتين قبل اليدين، فعلى هذا يكون حديث وائل بن حجر ناسخًا لحديث أبي هريرة كما قال المؤلف.

هذا وقد قيل: إن في حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: (إذا سجد أحدكم، فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه) (٢)، تناقضًا في نفسه، فكأنه وهم بعض الرواة، وحرّف (ولا يضع) بقوله: (وليضع)؛ لأنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد برك بروك البعير؛ لأن البعير يضع يديه قبل ركبتيه عند البروك، فيوافق حديث وائل بن حجر، على أنه قد جاء عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أيضًا: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه، ولا يبرك بروك الجمل)، ذكره التُّورِبِشْتِي، وصاحب (سفر السعادة) (٣).

وقال بعض الناس: الركبة من الإنسان في الرجلين، ومن ذوات الأربع في اليدين، فالإنسان إذا وضع ركبتيه قبل يديه كان كالبعير الذي يبرك على ركبتيه، فيجتمع النهي عن البروك ووضع اليدين قبل الركبتين، فالبروك: هو وضع الركبة، فمن الإنسان بوضع


(١) انظر: "المجموع" (٣/ ٤٢١)، طبعة دار الفكر.
(٢) أخرجه أبو داود (٨٤٠)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (١٨٢).
(٣) "كتاب الميسر" (١/ ٢٥١)، و"سفر السعادة" (ص: ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>