للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ،

ــ

والآل أيضًا يجيء بمعنى الأتباع، وبهذا المعنى ورد إلى كل مؤمن، ومال إليه مالك، واختاره الأزهري وآخرون، وهو قول سفيان الثوري وغيره، ورجَّحه النووي في (شرح مسلم) (١)، وقيده القاضي حسين بالأتقياء (٢)، والظاهر أن المراد في الحديث المعنى الأعم، واللَّه أعلم.

وقوله: (كما صليت) فيه إشكال مشهور من جهة أن التشبيه يقتضي كمال المشبه به وقوته في وجه التشبيه، وليست الصلاة على إبراهيم عليه السلام أكمل من الصلاة على محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأجيب بأجوبة، أظهرها: أن التشبيه في أصل الصلاة لا للقدر بالقدر، كما في قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ} [النساء: ١٦٣]، وأقواها: أنه يكفي ظهور المشبه به وشهرته في ذلك، والصلاة على إبراهيم أظهر وأشهر، ويقال: وجه التشبيه كون الصلاة [عليه] أكملَ الصلاة ممن قبله، وقد علمنا (٣) في هذا الباب رسالةً مسماة بـ (الأجوبة الاثني عشر عن الإشكال الوارد في حديث الصلاة على سيد البشر) (٤)، فلينظر ثمة.


(١) "شرح صحيح مسلم" للنووي (٢/ ٣٦١).
(٢) وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَى تَمَّامٌ فِي "فوائده"، وَالدَّيْلَمِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: "كُلُّ تَقِيٍّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ"، زَادَ الدَّيْلَمِيُّ: ثُمَّ قَرَأَ: {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال: ٣٤]. "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٧٤٠).
(٣) كذا في النسخ المخطوطة، وهو خطأ، والصواب: "عملنا".
(٤) رسالة باللغة العربية سماها: "الأجوبة الاثنا عشر في توجيه الصلاة على سيد البشر"، قال في تعريفها: "رسالة حوت توجيهات التشبيه الواقع في الصلاة على النبي الكريم: اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، جمعتها في مجلس واحد من وقت السحر إلى طلوع ذكاء، مع ما وقع في البين من الصلاة والورد والدعاء". ينظر: "الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام" (٥/ ٥٥٥)، و"حياة شيخ عبد الحق =

<<  <  ج: ص:  >  >>