للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَالثِّقَاتُ الرَّاسِخُونَ؛ مِثْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّه مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ (١)، وَأَبِي الْحُسَيْنِ مُسْلِم بْنِ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرَيِّ (٢)،

ــ

والمصنف ذكر (رواه) مكان أخرجه.


(١) هو أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين، إمام الأئمة المجتهدين، سلطان المحدثين، أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن الأحنف بردزبه الجعفي مولاهم ولاء إسلام، البخاري، نسبة إلى بخاري بلدة عظيمة من بلاد ما وراء النهر لتولده فيها، وصار بمنزلة العلم له ولكتابه، ولد يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة ١٩٤ هـ، وتوفي وقت العشاء ليلة السبت ليلة الفطر سنة ٢٥٦ هـ، ودفن يوم العيد بعد صلاة الظهر بخرتنك على فرسخين من سمرقند، وعمره اثنتان وستون سنة إلا ثلاثة عشر يومًا، ولم يخلف ولدًا، قال السيد جمال الدين المحدث: يقال له: أمير المؤمنين في الحديث، وناصر الأحاديث النبوية، وناشر المواريث المحمدية، قيل: لم ير في زمانه مثله من جهة حفظ الحديث واتقانه وفهم معاني كتاب اللَّه وسنة رسوله، ومن حيثية حدة ذهنه، ودفة نظره، ووفور فقهه، وكمال زهده، وغاية ورعه، وكثرة اطلاعه على طرق الحديث وعلله، وقوة اجتهاده واستنباطه، وكانت أمه مستجابة الدعوة، توفي أبوه وهو صغير، فنشأ في حجر والدته ثم عمي، وقد عجز الأطباء عن معالجته، فرأت إبراهيم الخليل على نبينا وعليه الصلاة والسلام قائلًا لها: قد رد اللَّه على ابنك بصره بكثرة دعائك له، فأصبح وقد رد اللَّه عليه بصره، كَانَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ يَقُولُ لَهُ: دَعْنِي أُقَبِّلُ رِجْلَيْكَ يَا أُسْتَاذَ الأُسْتَاذِينَ، وَسَيِّدَ الْمُحَدِّثِينَ، وَيَا طَبِيبَ الْحَدِيثِ فِي عِلَلِهِ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: لَمْ أَرَ أَحَدًا بِالْعِرَاقِ وَلَا بِخُرَاسَانَ فِي ذَلِكَ أَعْلَمُ مِنْهُ. وانظر ترجمته في: "المرقاة" (١/ ١٤)، ومقدمة "الفتح" (ص: ٥٦٣ - ٥٨٣)، و"تهذيب التهذيب" (٩/ ٤٧ - ٥٥)، ومقدمة "إرشاد الساري" (١/ ٣١ - ٤٦)، و"تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٦٧ - ٧٦)، و"طبقات الشافعية" (٢/ ٢ - ١٩)، و"تاريخ بغداد" (٢/ ٤ - ٣٤)، و"أعلام المحدثين" للمحقق (ص: ١٣٥).
(٢) هو الإمام الحافظ الحجة أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري صاحب الصحيح، يلقب بعساكر الدين، ولو أنه عجمي المولد والمسكن لكنه عربي السلالة والأرومة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>