للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنْ أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ عَلَى تَأْلِيفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ آخِرُهُنَّ {حم} [الدخان: ١] وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: ١]. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٤٩٩٦، م: ٧٢٢].

ــ

أفاضلهم، والظاهر ههنا أن يكون جمع نظيرة، والمراد السور التي تتماثل في الطول والقصر، وقيل: في المعاني والمواعظ والحكم والقصص لا في عدد الآي، أو هو المراد بالتقريب، و (يقرن) بضم الراء وكسرها.

وقوله: (على تأليف ابن مسعود) اعلم أن هذا التأليف الذي يقرأ الناس القرآن عليه إلى يومنا تأليف زيد بن ثابت، وعليه المدار والاتفاق، وقد كان لأبيٍّ تأليف، ولابن مسعود تأليف آخر، هما شاذان مخالفان لهذا التأليف، وقد ذكرا في (كتاب الإتقان) (١) للسيوطي، فيقول ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد يقرأ عشرين سورة من أول المفصل في كل ركعة سورتين، وقد ذكر الطيبي (٢) وغيره هذه السور بما يخالف في الترتيب لما في (الإتقان).

واعلم أن ترتيب الآي القرآنية توقيفي بلا شبهة وعليه الإجماع، ولم يخالف في ذلك أحد؛ فإن جبرئيل عليه السلام كان يوقف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند نزول كل آية: أن هذه الآية تكتب عقيب آية كذا في سورة كذا، فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه، فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب أنزله اللَّه تعالى جملة إلى السماء الدنيا، ثم كان ينزله مفرقًا عند الحاجة، وترتيب النزول على غير ترتيب التلاوة.


(١) انظر: "الإتقان في علوم القرآن" (ص: ٧٣).
(٢) انظر: "شرح الطيبي" (٣/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>