الكلفة والملال وإبقاء أثر العبادة من صفرة اللون وانكساره، هذا في الصلاة، والوجه في كون صوم داود أحب وأفضل مشهور، وهو ما يدل عليه حديث:(من صام الدهر فكأنه ما صام وما أفطر)، كما بيّن في موضعه، وفعل نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- كان مختلفًا طورًا فطورًا يتضمن حكمًا ومصالح لا تعدُّ ولا تحصى، راجعة إلى نفسه الكريمة، وإلى أمته المرحومة أقويائهم وضعفائهم، فافهم، وباللَّه التوفيق.
١٢٢٦ - [٨](عائشة) قوله: (تعني) بصيغة التأنيث والضمير فيه لعائشة -رضي اللَّه عنها-، وهو قول الراوي، ولفظ عائشة -رضي اللَّه عنها- إنما هو:(كان ينام)، قال الراوي وبيَّن أن ضمير كان راجع إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله:(ينام أول الليل) لم تفسر الأول كم كان، والظاهر من قولها:(ويُحْيي آخره) أنه كان نصفًا، ويحتمل الزيادة عليه أيضًا، ثم قوله:(آخره) إما مفعول به لـ (يحيى) أو ظرف له، أي: يحيى نفسه فيه، كما ذكروا الوجهين في لفظ إحياء الليل، فافهم.
و(ثم) في قوله: (ثم إن كانت له حاجة) للتراخي في الزمان أو الإخبار أو الرتبة اهتمامًا وتقديمًا منه -صلى اللَّه عليه وسلم- لخالص حقه تعالى وطلب وجهه الكريم على ما فيه شوبُ حظّ النفس وأداء حقها وحق الأهل، وإن كان الكل من قبيل عبادة اللَّه وطاعته وكان له -صلى اللَّه عليه وسلم- مشاهدة الحق تعالى في الكل حاصلًا، والتراخي في الرتبة في (ثم) كما يكون بطريق الترقي، كما في قوله تعالى:{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا}[البلد: ١٧]، فلا يبعد أن يكون بطريق التنزل، بل هذا أقرب كما في حتى، فتدبر.