وقد قحط أهل مكة بدعائه -صلى اللَّه عليه وسلم- سبع سنين، كانوا يأكلون فيها الجيف والعظام، ونعوذ باللَّه من غضب اللَّه وغضب رسوله جزاء بما كانوا يعملون، وقد يحمل عليه قوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: ١٠ - ١١].
وقوله:(حتى أنزل اللَّه {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}) روي أنه جاء جبريل -عليه السلام- فأومأ أن اسكت، وقال: يا محمد! إن اللَّه لم يبعثك سبّابًا ولا لعّانًا كما مر في شرح الترجمة، وأكثر أن هذه الآية نزل يوم أحد حين شَجَّه عتبة ابن أبي وقاص، وكسر رباعيته -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجعل يمسح الدم عن وجهه وقال: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم، فنزلت.
١٢٨٩ - [٢](عاصم الأحول) قوله: (إنه كان بعث أناسًا يقال لهم: القراء سبعون رجلًا فأصيبوا) وكان ذلك في سرية المنذر بن عمرو بفتح العين إلى بئر معونة بفتح الميم وضم المهملة وسكون الواو وبعدها نون، موضع ببلاد هذيل بين مكة وعسفان في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة على رأس أربعة عشر من
(١) هو دليل الحنفية في أن القنوت الرائج الشائع هو قنوت الوتر قبل الركوع، وأما الذي بعده فكان ثم ترك وهو قنوت الصبح للنازلة، كذا في "التقرير".