للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٢٥ - [٤] وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ١٣١٩].

١٣٢٦ - [٥] وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَدَعَا بِلَالًا فَقَالَ: "بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ. . . . .

ــ

١٣٢٥ - [٤] (حذيفة) قوله: (إذا حزبه أمر) في (القاموس) (١): حزبه الأمر: نابه واشتد عليه أو ضغطه.

وقوله: (صلى) امتثالًا لقوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}، واختلف إشاراتهم في أن الاشتغال بالعبادة يكشف الغم والحزن عن القلب، فقال بعض المحققين: إذا اشتغل الإنسان بالعبادة انكشف عالم الربوبية، ومتى حصل ذلك الانكشاف صارت الدنيا بكليتها حقيرة، فخف على القلب فقدانها ووجدانها، فلا يستوحش من فقدانها، ولا يستريح من وجدانها، وعند ذلك يزول الحزن والغم، وقال بعضهم: إذا نزل بالعبد بعض المكاره وفزع إلى الطاعات كأنه يقول: تحتسب علي عبادتك، سواء أعطيتني الخيرات أو ألقيتني في المكروهات، قال اللَّه لنبيه: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (٩٧) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: ٩٧ - ٩٩].

١٣٢٦ - [٥] (بريدة) قوله: (ما دخلت الجنة قط) يدل على كثرة دخوله إياها (٢)، والخشخشة: حركة صوت السلاح، وكل شيء يابس إذا حك بعضه ببعض،


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٨٢).
(٢) لَعَلَّ إِحْدَاهَا لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ، وَالثَّانِيَةَ فِي الْمَنَامِ، وَالثَّالِثَةَ فِي عَالَمِ الْكَشْفِ. "مرقاة المفاتيح" (٣/ ٩٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>