للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وحكي عن الفراء فتح الميم، وعن الزجاج كسرها أيضًا، وكان هذا اليوم يدعى عروبة بفتح المهملة وضم الراء وبالباء الموحدة، وتسمية الجمعة، قيل: لأن اجتماع خلق العالم وتمامه فيه؛ لأن ابتداءه يوم الأحد وتم في الجمعة، كذا ذكره أبو حذيفة عن ابن عباس، وفي إسناده ضعف، وهذا الخبر يدل على تعيين الأيام وأسمائها قبل خلق السماوات، ولا يخلو تعقل ذلك عن إشكال، واللَّه أعلم.

وقيل: لأن خلق آدم تم واجتمع فيه، روى هذا القول أحمد رحمه اللَّه وابن خزيمة من حديث سلمان، وابن أبي حاتم وأحمد من أحديث، أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، وهذا أصح الأقوال رواية، ويعلم من حديث أبي هريرة الذي يأتي أن تسميته من جهة اجتماع الأمور العظام فيه، أحدها: خلق آدم وهذا أنسب لظهور معنى الاجتماع فيه من تسميته من جهة خلق آدم واجتماع أجزائه، وقيل: كان كعب بن لؤي يجمع قومه في هذا اليوم ويذكِّرهم ويأمرهم بتعظيم حرم اللَّه تعالى ويخبرهم بخروج نبي آخر الزمان -صلى اللَّه عليه وسلم- منه، وقيل: كان قصي يجمعهم.

وقال ابن حزم: التسمية بالجمعة لاجتماع الناس فيه للصلاة، وهو اسم إسلامي، وكان اسمه في الجاهلية عروبة لا الجمعة، والتحقيق أن عروبة اسمه القديم في الجاهلية ثم غيّر في الجاهلية إلى الجمعة كما غيروا أسماء أيام الأسبوع، وكان أسماؤها في الجاهلية أوّلَ، أهونَ، حُبَار، دُبار، مؤنس، عروبة، شيار (١)، وكان لهذا اليوم في الجاهلية أيضًا شرف وامتياز، وقد خص في دور الإسلام بفضائل وخصائص التي ذكرت في الأحاديث (٢).


(١) انظر: "تاج العروس" (٣/ ٣٤١).
(٢) وذكر ابن القيم في "زاد المعاد" (١/ ٣٦٣ - ٤٠٧) ليوم الجمعة ثلاثًا وثلاثين خصوصية =

<<  <  ج: ص:  >  >>