للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"مَنْ تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ اتَّخَذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: ٥١٣].

ــ

أبيه، وأما سهل بن معاذ فتابعي روى عن أبيه، وقال في (جامع الأصول) (١): سهل بن معاذ لين الحديث، إلا أن أحاديثه حسان في الرغائب والفضائل، وفي (التهذيب) (٢): ضعفه يحيى بن معين، وذكره ابن حبان في (كتاب الثقات).

وقوله: (اتخذ جسرًا) روي (اتخذ) مبنيًّا للفاعل، وقال التُّورِبِشْتِي (٣): هي الرواية المعتدّ بها، والمعنى أن صنيعه ذلك يؤدي إلى جهنم، كالجسر الذي يؤدي مَن يعبر عليه إلى ما وراءه، وقال: ومنهم من يرويه على بناء ما لم يسم فاعله، وفيه وهنٌ روايةً ومعنًى، انتهى. ولا يذهب أن أمر الرواية شيء آخر لا كلام فيه، وأما ثبوت الوهن والضعف معنًى فمحل تردد، ومعناه ظاهر؛ مجازاةً بمثل عمله.

وقوله: (وقال: هذا حديث غريب) قال الترمذي: حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، والعمل عليه عند أهل العلم، كرهوا أن يتخطى الرجل رقاب الناس يوم الجمعة، وشددوا في ذلك، وقد تكلم بعض أهل العلم في رشدين بن سعد وضعفوه من قبل حفظه، وقال في (التقريب) (٤): كان صالحًا في دينه، فأدركته غفلة الصالحين، وفي (الكاشف) (٥): كان صالحًا عابدًا محدثًا، سيئ الحفظ، توفي في سنة ثمان وثمانين ومئة.


(١) "جامع الأصول" (١٢/ ٨٥٣).
(٢) "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٢٧).
(٣) "كتاب الميسر" (١/ ٣٣٩).
(٤) "تقريب التهذيب" (٢٠٩).
(٥) "الكاشف" (١/ ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>