بذكرهما وتبركًا به، ثم لا يخفى أن المراد (ومن كانت هجرته إلى دنيا أو إلى امرأة) فقط، أي: من غير مدخليةِ قصدِ الهجرة إلى اللَّه ورسوله، وإن كان أعم من ذلك بأن يكون في نيته مزجٌ وشوب، فالثواب بحسب النية وعلى قدرها على القول المختار، وإن قيل بأنه لا ثواب في صورة الشركة على ما يقتضيه ظواهر الأحاديث، اللهم إلا أن يكون قصد الثواب غالبًا، وتمام تفصيله في بحث الرياء، وهذا أيضًا يصلح وجهًا للإبهام في قوله:(إلى ما هاجر إليه)، واللَّه أعلم (١).
* * *
(١) واختار الغزالي فيما يتعلق بالثواب أنه إن كان القصد الدنيوي هو الأغلب لم يكن فيه أجر، أو الديني أجر بقدره، وإن تساويا فتردد القصد بين الشيئين فلا أجر، وأما إذا نوى العبادة وخالطها شيء مما يغاير الإخلاص، فقد نقل أبو جعفر بن جرير الطبري عن جمهور السلف أن الاعتبار بالابتداء، فإن كان ابتداؤه للَّه خالصًا لم يضره ما عرض له بعد ذلك من إعجاب وغيره. " فتح الباري" (١/ ١٨).