للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٤٩ - [٢٧] وَعَن أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ ثُمَّ صَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجنَّةَ"، يُرِيد عَيْنَيْهِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٥٦٥٣].

ــ

قولهم: قَدِمَ من سفر يَقْدَم قُدومًا ومقدمًا، يعني: من باب علم يعلم، والمحفوظ عند حفاظ الحديث ضم التاء من قولهم: أقدم على الأمر إقدامًا، كذا قال التُّورِبِشْتِي (١)، وفي كلام الطيبي إشارة إلى الثالث.

١٥٤٩ - [٢٧] (أنس) قوله: (يريد عينيه) يحتمل أن يكون من كلام الرسول أو من كلام الراوي، وإنما سميت العينان بحبيبتين لأنهما أحب الإنسان (٢) إلى الإنسان، يعني ليس الابتلاء بالعمى لسخط بل لدفع مكروه يكون بالبصر، ولتكفير ذنوبه ولتبليغه إلى درجة لم يكن ليبلغها بعمله، وكان شيخنا -رحمه اللَّه- يقول بعد أن عَمي: حصل لنا خلوة لم يكن حاصلا في العمر كله، وكان يقول في سببه: إنه جاء بعض الأصحاب بورد من الحرم فاستشمه بسهو، فدبَّ مثل نملة في أنفه حتى وصلت إلى العين، فذهب يزداد حتى انجر إلى العمى.

وانشد الطيبي (٣) لابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: كان ينشد لما أصيب بكريمتيه:

إن يذهب اللَّه من عينَيّ نورهما ... ففي لساني وقلبي للهدى نور

عقلي ذكي وقولي غير ذي دَخَلٍ ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور

ويروى في سبب عماه أنه رأى جبرئيل -عليه السلام-، وكل من رآه من غير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنه يعمى، وكذلك عائشة -رضي اللَّه عنها-.


(١) "كتاب الميسر" (٢/ ٣٧٥).
(٢) كذا في المخطوطة، والظاهر: "أحب الأعضاء".
(٣) "شرح الطيبي" (٣/ ٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>