للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يْنَمَا نَحْنُ. . . .

ــ

ورواه البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث بطرق مختلفة من الصحابة، وأورده المؤلف عن عمر بن الخطاب من رواية مسلم، وهو من أفراده؛ لأن البخاري لم يخرجه عن عمر، وإنما أخرج هو ومسلم عن أبي هريرة نحوه.

وقوله: (بينما) (١) اعلم أن (بين) لازم الإضافة، والأصل فيها الإضافة إلى المفرد، لكنها مع (ما) الكافة، أو ألف الإشباع تكون مضافة إلى الجملة، فعلية كانت أو اسمية، والتخصيص بالاسمية -كما قال الخيالي (٢) - محل نظر، إلا أن يكون باعتبار الأكثر، وفيهما معنى المجازاة، فلابد لها من جواب، والجواب قد يكون مع (إذ) و (إذا) للمفاجأة، وقد يكون مجردًا عنهما، فإن كان مجردًا عنهما؛ فهو العامل فيها؛ كقول الشاعر:

وبينا نحن نرقبه أتانا

وإن لم يتجرد؛ فالعامل معنى المفاجأة المفهوم من (إذ) و (إذا) كما في الحديث، ولم يجعلوا الجواب عاملًا على هذا التقدير، لئلا يلزم تقدم ما في صلة المضاف إليه على المضاف؛ لأن (إذ) و (إذا) مضافان إلى الجملة بعدهما.

وقوله: (نحن) الظاهر بل المتعين أن المراد به جماعة من الصحابة، وحمله على


= وَتَنْبِيهٌ نبِيهٌ لِاخْتِيَارِهما فِي صَدْرِ الْكِتَابِ، وَمَفْتَتَحِ الأَبْوَابِ. "مرقاة المفاتيح" (١/ ٦٥).
(١) (بينا) و (بينما) من حروف الابتداء على قول الجمهور، فيقع بعدهما المسند إليه والمسند، وقد يقع بعد (بينا) الفعل، قال الشاعر: فبينا يمشيان جرت عقارب، انظر: "ضوء المشكاة" (١/ ٥) مخطوطة.
(٢) هو أحمد بن موسى الخَيَالي، شمس الدين، متكلم فقيه أصولي، كان مدرسًا بالمدرسة السلطانية في بروسة (بتركيا) ثم في أزنيق، له كتب منها: "حاشية على العقائد النسفية"، توفي في حدود (٨٨٦ هـ). انظر: "معجم المؤلفين" (٢/ ١٨٧)، و"الأعلام" (١/ ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>