للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَا أَمْلِكُ دِرْهَمًا، وَإِنَّ فِي جَانِبِ بَيْتِيَ الآنَ لأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِكَفَنِهِ فَلَمَّا رَآهُ بَكَى، وَقَالَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ لَمْ يُوجَدْ لَهُ كَفَنٌ إِلَّا بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ، إِذَا جُعِلَتْ عَلَى رَأْسِهِ قَلَصَتْ عَنْ قَدَمَيْهِ، وَإِذَا جُعِلَتْ عَلَى قَدَمَيْهِ قَلَصَتْ عَنْ رَأْسِهِ حَتَّى مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ وَجُعِلَ عَلَى قَدَمَيْهِ الإِذْخِرُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ: "ثُمَّ أُتِي بِكَفَنِهِ" إِلَى آخِرِهِ. [حم: ٥/ ١١١, ت: ٩٧٠].

* * *

ــ

ويجيء تحقيقه في (كتاب الطب والرقى) إن شاء اللَّه تعالى.

وقوله: (ولقد رأيتني) أي: علمتني، وكأنه اضطر إلى تمني الموت لضر أصابه فاكتوى بسببه، أو غنى خاف منه البطر، وهذا هو المناسب بسياق الحديث، ثم تحسر على تغير حالته التي كانت في صحبة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقوله: (ثم أتى بكفنه) وكان نفيسًا من الأقمشة.

وقوله: (لكن حمزة) وهو سيد الشهداء عم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، استدراك عن محذوف أي هذا جائز، ولكن ليس فيه اقتفاء بكبار الصحابة في الفقر والشدة؛ لأن حمزة -رضي اللَّه عنه- والذين معه عليه مضوا على ما مضوا، والتنوين في (بردة) للتحقير. و (الملحاء) من البرود ما فيه خطوط بيض وسود. و (قلصت) أي: اجتمعت وانضمت وقصرت وزالت.

وقوله: (جعل على قدميه) أي: سُتِرت قدماه بالإذخر، وهي بكسر الهمزة وسكون الذال وكسر الخاء المعجمتين: حشيشة معروفة يسقف بها البيوت، وتجعل في القبور.

<<  <  ج: ص:  >  >>