للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٩٦ - [٤] وَعَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الأَسَدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: . . . . .

ــ

سليمان عن إبراهيم قال: أخبرني من رأى قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقبر أبي بكر وعمر ناشزة من الأرض، عليها فلق من مدر أبيض.

وما عورض به مما روى أبو داود عن القاسم بن محمد قال: دخلت على عائشة فقلت لها: يا أمه اكشفي لي عن قبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء (١)، ليس معارضًا لهذا حتى يحتاج إلى الجمع، يعرف بأدنى تأمل، كذا قال الشيخ ابن الهمام (٢).

وعند الشافعي يسطح القبر، وقال في (الحاوي) (٣): التسطيح أولى من التسنيم، وقال في شرحه: لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سطح قبر ابنه إبراهيم، وعن القاسم بن محمد أنه قال: رأيت قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبي بكر وعمر -رضي اللَّه عنهما- مسطحة، هذا وقد ذكر الشيخ ابن الهمام عن جماعة من التابعين والصحابة أنهم قالوا: إنها مسنمة، وأما حديث أبي الهَيَّاج الأسدي الآتي فلا يدل على التسطيح، بل هو على ما كانوا يفعلونه من تعلية القبور بالبناء الحسن العالي، وليس مرادنا بالتسنيم ذلك، بل قدر ما يبدو من الأرض، واللَّه أعلم.

وقيل: السنة أن يرفع القبر شِبرًا، وقد يروى ابن حبان (٤) أن قبره -صلى اللَّه عليه وسلم- كذلك.

١٦٩٦ - [٤] قوله: (وعن أبي الهياج الأسدي) بفتح الهاء وتشديد التحتانية، تابعي جليل، صحيح الحديث.


(١) سيأتي برقم (١٧١٢).
(٢) "شرح فتح القدير" (٢/ ١٤٠).
(٣) "الحاوي الكبير" (٣/ ٢٥).
(٤) "صحيح ابن حبان" (٦٧١٢)، روي عن جابر -رضي اللَّه عنه-: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ألحد ونصب عليه اللبن نصبًا، ورفع قبره من الأرض نحوًا من شبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>