على أن الجزم في الجزاء فيما كان الشرط ماضيًا غير واجب، والماضي أعمّ من أن يكون لفظًا أو معنى، كما ذكر في النحو.
ويمكن أن يكون ارتباط قوله:(فإنه يراك) لبيان إمكان الرؤية، كما استدل بعض المتكلمين على إمكان رؤيتنا سبحانه برؤيته إيّانا بغير جهة ومكان وخروج شعاع وغيرهما، وإن كان لا يتمّ الاستدلال، ويجوز أن تكون الروايات الأخر بالمعنى بناء على فهم الراوي من معنى الحديث، على أن فهم من فهم من رجال الصوفية ذلك ليس تأويلًا للحديث وبيانًا لمعناه المراد عند علماء العربية، وإنما ذلك شيء يلوح على بواطنهم بغلبة ما فيها من حال المحو والفناء، وليس ذلك إلا من هذا اللفظ الوارد في هذه الرواية، وذلك في الحقيقة من قبيل: ترى، والخيار عشرة بدانق، واللَّه أعلم.
ثم قيل: إن في الحديث دلالة على أن رؤيته تعالى في الدنيا ممكنة عقلًا، لأن (لم) لنفي الممكن؛ كزيد لم يقم، بخلاف الحجر لا يطير، وإمكان الرؤية في الدنيا هو الحق، وإن لم يكن واقعا، انتهى. وفيه: أن المعنى كما يقتضيه السياق: فإن لم تكن كأنك تراه، فالممكن ما في حكم الرؤية دون حقيقتها، فافهم.
وقوله:(فأخبرني عن الساعة) لما بيّن الدين سأل عن القيام؛ لبعثهم على العمل والإخلاص، والمراد السؤال عن وقت قيامها، وإنما سميت ساعة اعتبارًا بأول أزمنتها، أو لأنها تقوم بغتة في ساعة، أو لأنها عند اللَّه على طولها كساعة عند الخلق.
وهي لغةً: قطعة من زمان غير محدودة، وفي اصطلاح أهل الحساب: جزء من أربعة وعشرين جزءًا من الليل والنهار.
وقوله:(ما المسؤول عنها) أي ما الذي سئل عن الساعة، وهو النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقال: