للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٨٥ - [٣] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ: فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: ٢٠٢١].

ــ

وكذا للقابسي مرة بالهمزة، وكذا قيدناه في (الموطأ) عن شيخنا أبي إسحاق، ولعلهم لم يكتبوا للهمزة ألفًا فترك بعضهم ذكرها جهلًا، وفي الحديث دليل على أن الرؤيا لها اعتبار في الأمور الموجودية، وذلك حق إذا لم يكن مخالفًا للأحكام الشرعية.

٢٠٨٥ - [٣] (ابن عباس) قوله: (التمسوها) الضمير مبهم يفسره قوله: (ليلة القدر)، ويمكن أن يكون راجعًا إلى ليلة القدر المذكورة في مقام السؤال، وقوله: (ليلة القدر) بدلًا منه، ويجوز الإبدال في الضمير الغائب.

وقوله: (في تاسعة تبقى (١). . . إلخ) الذي يظهر في توجيهه أن يكون المراد التاسعة والعشرين والسابعة والعشرين والخامسة والعشرين كما ذكر في الرواية الأخرى، من حديث عبادة بن الصامت في الفصل الثالث، فيكون الترديد بين الأوتار الثلاثة من أوتار العشر الأخير، أو يكون المراد من التاسعة والسابعة والخامسة التسعة والسبعة والخمسة كما في حديث أبي بكرة في الفصل الثاني، فيكون الترديد بين الأوتار التي وقعت في تسعة أيام باقية من العشر الأخير وهي أربع ليال، والأوتار التي وقعت في سبعة أيام وهي ثلاث ليال، والأوتار التي في خمسة أيام، وهي ليلتان، واللَّه أعلم.

وقد يقال: (تاسعة تبقى) الليلة الثانية والعشرون؛ فإنها تاسعة، والرابعة والعشرون سابعة منها، والسادسة والعشرون خامسة منها، وهذا له وجه إن كان ذهب أحد إلى أن هذه الليالي ليلة القدر، نعم قد نقل في (فتح الباري) (٢) قول شاذ في أربعة وعشرين،


(١) أي: يرجى بقاؤها.
(٢) "فتح الباري" (٤/ ٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>