أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلتُ، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أخبروه الخبر فقال:(يا فلان! ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ ) قال: إني أحبها، قال:(حبك إياها أدخلك الجنة).
٢١٣٠ - [٢٢](أنس) قوله: (أدخلك الجنة) فإن حبك إياها سبب لحب اللَّه إياك، وحب اللَّه إياك سبب لدخولك الجنة.
٢١٣١ - [٢٣](عقبة بن عامر) قوله: (ألم تر) أي: ألم تعلم، وهي كلمة تعجب وتعجيب.
وقوله:(لم ير مثلهن قطّ) أي: في باب التعوذ؛ فإن فيهما تعوذًا من المكاره الظاهرة والباطنة على أبلغ وجه وأوكده، وقد نقل الطيبي (١) شيئًا، فانظره.