للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٤٣ - [٢١] وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "سَلُوْا اللَّهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا، فَإِذَا فَرَغْتُمْ فَامْسَحُوْا بهَا وُجُوهَكُمْ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. [د: ١٤٨٥].

٢٢٤٤ - [٢٢] وَعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "الدَّعْوَاتِ الْكَبِيرِ". [ت: ٣٥٥٦، د: ١٤٨٨، هق: ١٦٩].

ــ

إليها إشارة إلى إطفاء نار الفتنة وكسر سوء الحادثة وجعلها سافلة.

وقيل: معناه: أنه رفعها رفعًا تامًا حتى صارت كفاه محاذيتين لرأسه، وكلما كانت الواقعة أصعب والمطلب أقوى كان الرفع أشد وأكثر.

٢٢٤٣ - [٢١] (ابن عباس) قوله: (فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم) تبركًا بما فاض من أنوار الإجابة وإيصالها بالوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأقربها.

٢٢٤٤ - [٢٢] (سلمان) قوله: (إن اللَّه حيي (١)) قد سبق معنى الحياء في أول الكتاب في (كتاب الإيمان)، والمراد به في حق اللَّه سبحانه كما في سائر الصفات الانفعالية آثارها من غير حصول مبادئها الثابتة للحق من الانفعالات.

وقوله: (أن يردهما صِفرًا) بالكسر، أي: خاليًا، من صَفِرَ كفرح، وأَصْفَرَ البيتَ: أخلاه، يستوي فيه الواحد والتثنية والجمع، والمذكر والمؤنث.


(١) قال القاري (٤/ ١٥٣٣): فعيل، أي: مبالغ في الحياء، وفسر في حق اللَّه بما هو الغرض والغاية، وغرض الحيي من الشيء تركه والإباء منه، لأن الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من تخوف ما يعاب ويذم بسببه، وهو محال على اللَّه تعالى، لكن غايته فعل ما يسرّ وترك ما يضرّ، أو معناه عامل معاملة المستحيي، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>