للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: "لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لِيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ تَعالَى عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْت"، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ،

ــ

والأوجه رواية ودراية، وكذا قوله: (يباعدني من النار).

وقال التُّورِبِشْتِي: الجزم فيها على جواب الأمر غير مستقيم رواية ومعنى.

وقوله: (لقد سألت عن عظيم) في شرح الشيخ: أي يتعسر جوابه، أو عن عظيم فعله.

وقوله: (وإنه ليسير) أي: جوابه على الأول، أو فعله على الثاني، وقال: يرجح الثاني قوله: (تعبد) لأنه استئناف لبيان ذلك الأمر العظيم.

أقول: بل قوله: (وإنه ليسير على من يسره اللَّه) أيضًا ظاهر في الثاني كما لا يخفى.

وقوله: (ألا أدلك على أبواب الخير): (ألا) يحتمل أن تكون للعرض، وأن تكون الهمزة للاستفهام دخلت على حرف النفي، والثاني هو الظاهر من الأحاديث الأخر، لوقوع (بلى) في جوابه، إلا أن يكون باعتبار الأصل؛ لأن أصل العرض أيضًا هو الهمزة الداخلة على لا النافية.

وقوله: (الصوم جنة. . . إلخ) الظاهر أن المراد بهذه المذكورات نوافلها، فإنه لما ذكر الفرائض التي هي الأركان الخمسة الكافية في دخول الجنة والنجاة عن النار؛ ذكر النوافل التي هي أسباب كمال الخيرات وأبواب مزيد البركات، فالصوم كالتُّرس يمنع وصول الخطيئة وصدورها من الصائم؛ لمنعه الشهوات ومداخل الشيطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>