للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقَالَ: "عَلَى مَكَانِكُمَا"، فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى بَطْنِي، فَقَالَ: "أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضْجَعَكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٥٣٦١، م: ٢٧٢٧].

ــ

والجمع، وقد يجمع على رقاق.

وقوله: (فلم تصادفه) عطف على (أتت) أي: فلم تجد فاطمة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقوله: (قال: فجاءنا) أي: قال علي: فجاءنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقوله: (فذهبنا) أي: طفقنا وقصدنا أن نقوم له.

وقوله: (على مكانكما) أي: اثبتا على مكانكما ولا تقوما.

وقول علي: (حتى وجدت برد قدمه على بطني) فيه غاية التعطف والشفقة على ابنته وصهره، وإذا جاءت الألفة رفعت الكلفة، ويجوز أن يكون المراد -واللَّه أعلم- برد اليقين الحاصل من قربه -صلى اللَّه عليه وسلم- في باطنه.

وقوله: (فهو خير لكما) فإن الآخرة وثوابها خير وأبقى.

والمقصود: أن طلب عمل الخير الذي يحصل به الراحة والنعمة في الآخرة أوكد وأقدم مما تحصل به الراحة في الدنيا، ولعل التخصيص بهذا العمل المخصوص لمناسبة حال الاضطجاع الذي كانا واستراحا به، واللَّه أعلم. وقد يروى عن علي المرتضى -رضي اللَّه عنه- أنه قال: ما فات مني ذلك حتى في ليلة صِفِّين.

<<  <  ج: ص:  >  >>