اعلم أن هذه المذكورات من مصائب ومحنٍ وقع الاستعاذة منها -مع ما فيها من خوف انتهاز الشيطان فرصة يُخل فيها بالدين- لوقوعها في الأكثر بغتة، ولكن ورد أيضًا في الأحاديث أنها من قبيل الشهادة، بمعنى ترتب ثوابها عليها، ففي الحقيقة الاستعاذة ترجع إلى وقوعها من حيث الإخلال بالدين، فإن لم يكن كذلك فلا استعاذة، بل الاستعاذة من المحن والمصائب كلها إنما هي من حيث احتمال الجزع والشكوى مع كونها سببًا لكفارة الذنوب ورفع الدرجات.