مكة أو لا، (فمهله) بضم الميم وفتح الهاء وتشديد اللام، أي: موضع الإهلال بمعنى رفع الصوت بالتلبية بعد الإحرام حيث كان.
وقوله:(حتى أهل مكة يهلون منها) أي: من مكة، وهذا مخصوص بالحج، وأما العمرة فيهل لها أهل مكة من الحل، وقد تعارف الآن الموضع الذي يسمى التنعيم لقربه من مكة من باقي مواضع الحل، ومنه أمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عائشة أن تحرم منه للعمرة، وفيه مسجد عائشة -رضي اللَّه عنها-، أي: الموضع الذي أحرمت -رضي اللَّه عنها- منه، كما يأتي في (باب قصة حجة الوداع).
٢٥١٧ - [١٣](جابر) قوله: (والطريق الآخر)(١) أي: مهلّ أهل الطريق الآخر (الجحفة) وذلك لما ذكرنا أنه يصير في حكم أهل الشام.
وقوله:(ومهل أهل العراق) العراق: بلاد معروفة من عبَّادَان إلى الموصل طولًا، ومن القادسية إلى حلوان عرضًا، ويذكّر، سميت بها؛ لأنه على عراق دجلة والفرات، أي: شاطئهما، والعراق: شاطئ البحر.
وقوله:(ذات عرق) موضع من شرقي مكة، بينهما مرحلتان يوازي قرنًا، والعرق
(١) قال شيخنا في "التقرير": الطريق في المدينة اثنان: على أحدهما ذو الحليفة، وعلى الثاني الجحفة، فلكل طريق ميقات، فاحفظ ذلك ولا تغفل.