وقوله:(ولا تشك قريش) أي: لا تظن (إلا أنه واقف) وقال الطيبي (١): تقديره: لا تشك قريش في أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخالفهم في سائر المناسك إلا في الوقوف في المشعر الحرام، فتأمل، و (المشعر الحرام) اسم لجبل بمزدلفة يقال له: قُزَح.
وقوله:(كما كانت قريش تصنع في الجاهلية) فإنهم كانوا يقفون بمزدلفة، ويسمونه موقف الحمس وأهل حرم اللَّه، بخلاف سائر العرب؛ فإنهم كانوا يقفون بعرفات، فظنت قريش أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقف في المشعر الحرام على عادتهم.
وقوله:(فأجاز) أي: تجاوز من المزدلفة إلى عرفات؛ لقوله تعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}[البقرة: ١٩٩]، (حتى أتى عرفة) وهي بفتح الراء، يجيء مفردًا بمعنى المكان والزمان، وعرفات بلفظ الجمع مخصوص بالمكان.
وقوله:(فرحلت له) بلفظ المجهول، أي: شدَّ على ظهرها الرجل ليركبها.