للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٦٩ - [٩] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: طَافَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى بَعِيرٍ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ١٦٠٧، م: ١٢٧٢].

ــ

بناء الخليل؛ فلذلك خصهما بالاستلام، والركن الأسود أفضل لكون الحجر الأسود فيه، ولهذا يقبَّل، ويكتفى باللمس في الركن اليماني، ولم يثبت منه -صلى اللَّه عليه وسلم- تقبيل الركن اليماني، وعليه الجمهور، وفي استلام الركنين الشاميين كلام ذكرناه في "شرح سفر السعادة) (١)، والأشهر في (اليمانيين) بتخفيف الياء وقد تشدد، والأصل في النسبة يمني، وقد جاء يمان بمعنى النسبة بإبدال الألف من الياء المشددة، وقد يجيء يماني بتخفيف الياء بتعويض الألف من إحدى الياءين وإبقاء الأخرى، فيقال: اليمانيين بالتخفيف، وقد تشدد، وفيه جمع بين العوض والمعوض عنه، قال في (فتح الباري) (٢): وجوز سيبويه التشديد، وقال: الألف زائدة.

٢٥٦٩ - [٩] (ابن عباس) قوله: (على بعير) قالوا: إنما طاف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- راكبًا لكثرة ازدحام الناس وسؤالهم عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- الأحكام، وكانت ناقته محفوظة من الروث والبول فيه، وأما الطواف لغيره -صلى اللَّه عليه وسلم- فجائز أيضًا، والأفضل المشي. و (المحجن) بكسر الميم وفتح الجيم: العصا المعوجة، وكل معطوف معوج، يقال: حجن العودَ يَحْجِنه: عطَفه، وفلانًا: صدّه وصرفه وجذبه بالمحجن، وكانت في يده -صلى اللَّه عليه وسلم- عصا معوجة الرأس مثل الصولجان، والعصا في عرف العرب: خشبة صغيرة أصغر من الرمح والعنزة، والرمح أكبر، ثم العنزة، ثم العصا أصغر من الكل، وكانت عادته -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يأخذ بيده عصا وراء العنزة التي يحملها الخادم لمصلحة السترة ونحوها, وليس المراد


(١) انظر: "شرح سفر السعادة" (ص: ٣٤٢).
(٢) "فتح الباري" (٣/ ٤٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>