للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ". . . . .

ــ

في قوله: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} الآية [التوبة: ٣٧]، قال: النسيء: شهر كانت تؤخره العرب في الجاهلية، فنهى اللَّه عنه، وذلك يحصل من كبيسة العرب وهي السنة التي يسرق منها يوم، وذلك في كل أربع سنين، ويجيء السنة بها بعد سنين ثلاثة عشر شهرًا، والسنة التي حج فيها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل، واستدارت كهيئتها الأولى، وعاد المحرم إلى أصله، وكذا كل شهر قبل، ولذلك أخَّر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الحج تلك السنة؛ ليقع حجه في ذي الحجة.

والتاء في (أربعة) باعتبار الأشهر، وحذفها في (ثلاث) باعتبار ابتداء الشهور من الليالي، كذا قالوا، و (ذو القعدة) بفتح القاف، وقد يكسر، شهر كانوا يقعدون فيه عن الأسفار، و (ذو الحجة) بالكسر، شهر الحج، كذا في (النهاية) (١)، وقد فتح في بعض النسخ.

وقال في (المشارق) (٢): ذو الحجة بفتح الحاء، ولا يجوز الكسر عند الأكثر، وأجازه بعضهم، وأما اسم الحج فالحجة بالفتح، والمرة الواحدة منه حِجة بالكسر، ولم يأت فِعْلة بالكسر في المرة الواحدة إلا في هذه، والباب كله فَعْلة بالفتح.

وقوله: (ورجب مضر) مضر بن نزار، كزفر، أبو قبيلة، سمي لولعه بشرب المضر، وهو اللبن الحامض، أو لبياض لونه، وإنما أضافوا رجب إليها لأنها كانت أشدَّ محافظةً على تحريمه.

وقوله: (الذي بين جمادى وشعبان) زيادة بيان، وجمادى بضم الجيم.


(١) "النهاية" (١/ ٣٤١).
(٢) "مشارق الأنوار" (١/ ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>