وروى البخاري في (التاريخ) حديثًا معناه: أن من قال: يثرب مرة فليقل: المدينة عشر مرات ليتدارك ذلك، وجاء في رواية أخرى: فليستغفر، وعن بعضهم: أنه يعزر قائله، وما جاء في القرآن {يَاأَهْلَ يَثْرِبَ}[الأحزاب: ١٣] فإنما هو حكاية عن قول المنافقين، ولذلك قال يقولون: يثرب، يعني إهانة وقصدًا إلى أنها ليست محل الإقامة والتوطن.
وقوله:(وهي المدينة) يعني مستحقة لأن تُستوطن ويجتمع فيها.
وقوله:(تنفي) أي: تخرج (الناس) من أهل الكفر والخبث، كما يزيل (الكير) بكسر الكاف وسكون التحتانية بمعنى الكورة أو الزق الذي ينفخ به وهو الأرجح، و (الخبث) بفتحتين: ما تلقيه النار وتبرزه من وسخ الفضة والنحاس والحديد وغيرها إذا أذيبت فيجعلها خالصة نقية.
٢٧٣٨ - [١١](جابر بن سمرة) قوله: (إن اللَّه سمى المدينة (١)) على لسان حبيبه (طابة)، وكذلك (طيبة) بسكون المثناة، و (طيبة) بالتشديد، و (طائب) من الطيب بمعنى طهارتها من أنجاس الشرك، وموافقتها للطباع السليم، ولطيب رائحته،
(١) ذكر المجد الفيروزآبادي في "المغانم المطابة" (٩٦ - ١٣٥) خمسة وستين اسمًا للمدينة، وزاد عليه السمهودي في "وفاء الوفاء" (١/ ٦١ - ٩٢) نحو ثلاثين اسمًا.