وقوله:(أنها صفية وكانت آخرهن موتًا) ماتت سنة اثنتين وخمسين، وقيل: خمس وخمسين.
وقوله:(وهو أصح) وهو الأشهر، وقال الخطابي: القول بأنها صفية وهم، والغلط فيه من ابن جريجٍ راوي الحديث، وقال عياض: لعل روايته صحيحة، فإنه لما نزل {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ}[الأحزاب: ٥١] كانت التي أرجاها سودة وجويرية وصفية وأم حبيبة وميمونة، والتي آوى عائشة وأم سلمة وزينب وحفصة، وتوفي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد آوى إليه جميعهن إلا صفية أرجاها، ولم يقسم لها، فأخبر عطاء عن آخر الأمر، واللَّه أعلم.
وقوله:(حين أراد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- طلاقها) يدل على أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أراد طلاق سودة، ولم يطلقها بخلاف ما قال محمد رحمه اللَّه: بلغنا من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال لسودة بنت زمعة: اعتدِّي فسألته بوجه اللَّه أن يراجعها ويجعل نوبتها لعائشة -رضي اللَّه عنها-، وما رواه البيهقي (١) عن عروة: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- طلق سودة، فلما خرج إلى الصلاة أمسكت بثوبه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالت: واللَّه مالي إلى الرجال من حاجة، ولكني أريد أن أحشر في نسائك، قال: فراجعها وجعل يومها لعائشة، فهو مرسل، ويمكن الجمع بأنه كان -صلى اللَّه عليه وسلم- طلقها رجعية، والفرقة فيها لا يقع بمجرد الطلاق بل بانقضاء العدة، فمعنى قوله:(أراد طلاقها)