٣٤٩٦ - [١١](عمرو بن شعيب) قوله: (لا حلف) بكسر الحاء وسكون اللام، وقد يروى بفتح الحاء وكسر اللام، قال في (النهاية)(١): أصل الحِلْف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد، والتساعد والاتفاق؛ فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال والغارات فذلك الذي ورد النهيُ عنه في الإسلام بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (لا حِلفَ فِي الإسلام، وما كان في الجاهلية لا يزيدُه الإسلامُ إلا شدَّة).
وقوله:(يجير عليهم أدناهم) كالبيان لما قبله، والإجارة: إعطاء الأمان، والضمير للمؤمنين، وهو في معنى قوله:(يسعى بذمَّتهم أدناهم) كما مرّ من حديث علي -رضي اللَّه عنه- في (الفصل الثاني) من (كتاب القصاص).
وقوله:(ويرد عليهم أقصاهم) سبق شرحه أيضًا في حديث علي.
وقوله:(يرد سرايا هم على قعيدتهم) بيان له، وهو ينصر الوجه الأول الذي رجَّحناه في لضرح ذلك الحديث هناك، فتدبر. والمراد بالسرايا: الأفواج التي ذهبوا على العدو وغنموا منهم، وبالقعيدة: الجيوش التي نزلوا في دار الحرب وقعدوا يبعثون السرايا إليهم.
وقوله:(دية الكافر نصف دية المسلم) أخذ به مالك، وعند أحمد دية الكتابي