للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧٠٨ - [٤٨] وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ الأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: ٤٨٨٩].

ــ

ويعينه برأيه، ويشركه في حمل الآثام، وقد يجيء الوزر بالفتح بمعنى المَعقِل والمَلجَأ والمُعتصَم، وهذا المعنى أيضًا يناسب التسمية.

٣٧٠٨ - [٤٨] (أبو أمامة) قوله: (إذا ابتغى الريبة في الناس) في (القاموس) (١): الريب والريبة بالكسر: التهمة، وفي (النهاية) (٢): الشك، وقيل: شك مع تهمة، رابَني الشيءُ وأرابني بمعنى شكَّكَني، وقيل: أرابني في كذا، أي شكَّكني وأوهمَني الرِّيبةِ فيه، فإذا استيقنتَه قلتَ: رابَني بغير ألف، وفي الحديث: (مَكسَبةٌ فِيها بعضُ الرِّيبةِ خير من المسألةِ) (٣)، أي: كسبٌ فِيه بعضُ الشك أحلالٌ هو أم حرامٌ خيرٌ من سؤال الناس، وقيل في معنى الحديث: إذا اتَّهمَ الأميرُ الناسَ وجاهرهم بسوء الظنِّ فِيهم أدَّاهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا.

وقال الطيبي (٤): إذا ابتغى عيبهم ويتهمهم بالمعايب فيتجسس أحوالهم ومفاسدهم، فإن الإنسان قلَّما يسلم من عيب، فلو عاملهم بكل ما قالوا وفعلوا لاشتدت عليهم الأحوال، فينبغي أن يستر عيوبهم ويعفو عنهم، انتهى. ولم يظهر من هذا التقرير معنى الإفساد إلا أن يراد به اشتداد الأحوال والتضييق عليهم ولحوق الصعوبة بهم، فافهم.


(١) "القاموس المحيط" (ص: ٩٩).
(٢) "النهاية" (٢/ ٦٨٤).
(٣) ذكره البغوي في "شرح السنة" (٦/ ١١٨) موقوفًا عن عمر.
(٤) "شرح الطيبي" (٧/ ٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>