للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧١٣ - [٥٣] وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سِتَّةَ أَيَّامٍ: "اعْقِلْ يَا أَبَا ذَرٍّ! مَا يُقَالُ لَكَ بَعْدُ"، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ قَالَ: "أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَعَلَانِيَتِهِ، وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ، وَلَا تَسْأَلَنَّ أَحَدًا شَيْئًا وَإِنْ سَقَطَ سَوْطُكَ، وَلَا تَقْبِضْ أَمَانَةً، وَلَا تَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ".

ــ

ينوء نوءًا: نهض، والنوء: النجم إذا مال للغروب، وفي الحديث منع إسناد الحوادث إلى النجوم.

٣٧١٣ - [٥٣] (أبو ذر) قوله: (قال: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ستة أيام: اعقل يا أبا ذر! ما يقال لك بعد) (اعقل) مقول القول، و (ستةَ أيام) ظرف القول، أي: تفكَّرْ وتأمَّلْ واعمل بمقتضى ما أقول، وهذا تنبيه منه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي ذر على أن ما يقوله بعدُ معنًى يجب تلقِّيه بالقبول والقيامُ بحقه، وفي (الحواشي): (ستةَ أيام) ظرفُ (اعقل)، والأول هو الأظهر.

وقوله: (في سرّ أمرك وعلانيته) أي: في خلوتك وعند الناس أو في ظاهرك وباطنك، أي: تنزَّه عما شغل سرَّك عن الحق، واعمل في ظاهرك بما أمرك، وهذا هو أعلى مراتب التقوى، (وإذا أسأت) أي: بمقتضى الجِبلَّة البشرية (فأحسن) كقوله: (أتبعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها).

وقوله: (وإن سقط سوطك) مبالغة وتأكيد لعدم السؤال، (ولا تقبض أمانة) لثقل حملها وصعوبة أدائها.

وقوله: (ولا تقض) أي: لا تحكم بين اثنين، أي: لا تكن حاكمًا وأميرًا على الناس لما مرّ في الفصل الأول: أن أبا ذر طلب الإمارة، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (يا أبا ذرٍّ إني أراكَ ضَعيفًا)، الحديثَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>