وقوله:(لا يخرجه) حال عن (اللَّه) بتقدير القول، أي: قائلًا.
وقوله:(إلا إيمان بي) بالرفع على أنه مستثنى مفرَّغ، أي: لا يُخرِجُه مُخرِجٌ إلا إيمانٌ بي، ووقع في نسخ (مسلم) بالنصب على أنه مفعول له، أي: لا يُخرِجُه مُخرِج لأجل شيء إلا للإيمان بي فيكون منصوبًا بنزع الخافض، وكذا قوله:(وتصديق).
وقوله:(أن أرجعه) بدل اشتمال عن الموصول أو تفسير للانتداب، فيكون (أن) مفسرة لما تضمَّن الانتداب معنى القول، وإذا ضمن الانتداب معنى تضمَّنَ وتكفَّلَ يكون مفعولَ (انتدب)، أي: ضمِنَ اللَّهُ لمَن خرج في سبيله أن يرجعه، ورجع هنا من الرجوع المتعدي دون الرجوع اللازم.
وقوله:(من أجر) أي: أجر فقط، أي: لم يغنم شيئًا (أو غنيمة) أي: معها، ويروى (وغنيمة) بالواو أيضًا، والمراد ما ذكرنا، وقال الطيبي (١): وبالواو أوجه الروايتين وأسدُّهما معنًى، وهو محل نظر لما قررنا، وظهر به أن القول بكون (أو) بمعنى الواو أيضًا غيرُ متَّجه.
قوله:(أو أدخله الجنة) يعني إن قتل أو مات، وقيل: المراد دخول الجنة مع السابقين بلا حساب وعذاب، وقيل: يدخله بعد موته قبل يوم القيامة كما قال: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[آل عمران: ١٦٩].