أنه سيق إلى فهم الرجل من قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (ما يحملك. . . إلخ) أن الحامل على ذلك القول التعجُّبُ تشبيهًا بالهزل والمزاح من غير نية ورَوِيّة، فنفى عمير ذلك، وقال: ما قلت ذلك إلا رجاء أن أكون من أهلها.
وثانيهما: أنك قلت ذلك خوفًا من القتل وبذل المهجة واستعظامًا واستبعادًا لذلك؟ فقال: لا، بل قلت: رجاءً وشوقًا إلى لقاء اللَّه ونيل ثوابه، فافهم.
وقوله:(من قرنه) بفتحتين، أي: من جعبته، قيل: هو جعبة من جلد لا خشب فيها أو بالعكس.
وقوله:(لئن أنا حييت) من قبل قوله تعالى: {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ}[الإسراء: ١٠٠]، فالنحويون على أن قوله: أنتم فاعلُ فعلٍ محذوفٍ يفسِّره ما بعده انفصل بعد حذف العامل، وأرباب المعاني يقولون: مبتدأ قدِّم للاختصاص وجعل الفعلية اسمية، وتحقيقه في (شرح التلخيص) للتفتازاني.
وقوله:(حتى قتل) وكان -رضي اللَّه عنه- أولَ مَن استشهد من الأنصار.
٣٨١١ - [٢٥](أبو هريرة) قوله: (ما تعدّون الشهيد فيكم؟ ) نقل الطيبي (١)