للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨٥٩ - [٧٣] وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الْقَتْلَى ثَلَاثَةٌ: مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ"، قَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِيهِ: "فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ،

ــ

سواء، والرابع عاصٍ فاسق سيِّئُ العمل غالبًا، فالحاصل أن الرجل له أجر وثواب الشهادة على أيّ وجه كان في الإيمان والعمل في الكمال أو النقصان.

٣٨٥٩ - [٧٣] (عتبة بن عبد السلمي) قوله: (وعن عتبة) بضم العين وسكون التاء، و (السلمي) بضم السين وفتح اللام المخففة.

وقوله: (مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل اللَّه) لا بد أن يقيد بما يميزه عن قسيمه وهو مؤمن خلط عملا صالحًا وآخر سيئًا، أي: مؤمن صالح متَّقٍ لم يخلط.

وقوله: (فيه) أي: في حقه متعلق لـ (قال)، وكذا في الثاني.

وقوله: (فذلك الشهيد الممتحن) أي: المجرَّبُ الصابرُ على الجهاد القويُّ على احتمال المشاقِّ، وفي (النهاية) (١): هو المصفى المهذب، يقول: محَنتُ الفضَّةَ: إذا صفَّيتَها وخلَّصتَها بالنار، وقال البيضاوي (٢) في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} [الحجرات: ٣]: جرَّبها للتقوى ومرَّنها عليها، أو عرفها كائنة للتقوى خالصة لها، فإن الامتحان سبب المعرفة.

وقوله: (في خيمة اللَّه) خبر بعد خبر، أو هو خبر والباقي صفات، والمراد بخيمة اللَّه حضرتُه ومحلُّ قُربِه كما وقع في حديث الشفاعة: (فأَستأذِنُ على ربِّي في


(١) "النهاية" (٤/ ٣٠٤).
(٢) "تفسير البيضاوي" (٢/ ٤١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>