وقوله:(ما تكلم من أجساد لا أرواح لها) قيل: (ما) استفهامية، و (من) زائدة لما في الاستفهام الإنكاري من معنى النفي، وقيل: موصولة، و (من) بيانية والخبر محذوف، أي: وهو لا يسمعون كلامك، وقيل: الخبر قوله: (لا أرواح لها)، وقيل:(أو) زائدة على مذهب الأخفش، والخبر هو (أجساد)، والأول الأظهر، وقال ابن إسحاق: حدثني بعض أهل العلم أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:(يا أهل القليب بئس العشيرة كنتم، كذبتموني وصدقني الناس، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللَّه كيف تكلم أجسادًا لا أرواح فيها؟ فقال: ما أنتم بأسمع منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا شيئًا).
وقوله:(ما أنتم بأسمع منهم) مدلول هذه العبارة بحسب العرف أنهم أسمع منكم، ولئن ننزل عن ذلك فلا أقل من المساواة.
اعلم أن هذا الحديث المتفق على صحته صريح في ثبوت السماع للموتى، وحصول العلم لهم بما يخاطبون، وكذلك حديث مسلم (١): (إن الميت ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا)، وما جاء في زيارته -صلى اللَّه عليه وسلم- أهل البقيع والسلام عليهم، والخطاب معهم بقوله: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون، وإنا