للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُتِلَ واللَّهِ صَاحِبِي وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَيْلُ (١) أُمِّهِ مِسْعَرَ حَوْبٍ لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ"، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ قَالَ: . . . . .

ــ

الدهش، وكصُرَدِ: الأمر المخوفُ، كذا في (القاموس) (٢).

وقوله: (وإني لمقتول) أي: سأقتل بعده على ما رأيت حال أبي بصير.

وقوله: (ويل أمه) كلمة تستعمل في موضع التعجب وعدم الرضاء.

وقوله: (مسعر حرب) فيه استعارة بالكناية، والمسعر (٣) بكسر الميم وسكون السين وفتح العين، والسعار: ما سعر به، وموقدٌ نَارِ الحرب، والسعير: النار، والسُّعْرُ والسُّعَارُ كغراب بالضم: الحر، وَسَعَرَ النَّارَ والْحَرْبَ، كمنع: أوقدها، كسَعَّرَ وأسْعَرَ.

وقوله: (لو كان له) أي: لأبي بصير أحد، قال الطيبي (٤): معناه لو فرض له معين وناصر لأثار الفتنة وأفسد الصلح، وقيل: معناه لو كان له أحد يعرفه أنه لا يرجع إليّ حتى لا أرده إليهم، ويمكن أن يكون معناه لو كان له أحد يأخذه ويرده إليهم، قاله تخويفًا وتهديدًا، وإرضاء لهم وإيماء له أن يفر، واللَّه أعلم.

و(سيف) بالكسر: ساحل البحر، وساحل الوادي، أو يقال: لكل ساحلٍ سِيفٌ، أو إنما يقال ذلك لسِيف عُمان، كذا في (القاموس) (٥).


(١) قال القاري (٦/ ٢٦١٨): بالنصب على المصدر، وفي نسخة بالرفع على الابتداء، والخبر محذوف.
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٣٧٠).
(٣) انظر: "القاموس المحيط" (ص: ٣٨٠).
(٤) "شرح الطيبي" (٨/ ٧١).
(٥) "القاموس المحيط" (ص: ٧٥٨ - ٧٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>